الحمد لله وحدة ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد ..
.
.
إن التأثر بما يثار في وسائل التواصل الاجتماعي من إغراءات وإثارات ، ومتابعة أهل الشهرة ، والعلق بحب ما لديهم من الموضات والتقليعات والترفيهات ، والسعي قدماً نحو تقليدهم ومحاكاتهم على حساب ظروف الأسرة المادية والاجتماعية والمعيشية . يوسع دائرة الفجوة بين الزوج وزوجته ويضعف بينهما الحب المتبادل والمشاعر الصادقة ، ويقلل من انسجامهما بكثرة اللوم والنقد والمقارنة ، وارتفاع مستوى القلق والتوتر عند أدنى طلب أو خلاف أو اختلاف بينهما . ولو عرف كل من الزوجين نعمة التكاتف والتجانس وأثرهما في حسن الثقة والتعامل ، لوصل كل واحد منهما إلى قلب صاحبه وزاد بينهما المحبة والتقدير ، وساد بينهما المودة والقناعة والهدوء والاحترام . لكن العيش على هذه السلوكيات والتعلق بموضات الآخرين والإدمان على متابعة إغراءات ودعايات أهل التواصل ، يؤدي في النهاية إلى كثرة النزاعات والخلافات بين الزوجين ويقلل من تماسكما ويضعف عندهم التقبل والاهتمام ، ويزهد الإنسان بما عنده . ومن يريد أن يحقق لنفسه الحياة الأسرية السعيدة والآمنة . عليه أن يعمل ويتعامل بالآتي .. تطوير أسلوب التعامل والتعايش مع الحياة الزوجية وتركيز كل من الزوج والزوجة على ما يملأ حياته وحياة من معه بحسن التعامل والتفاهم ، وبالانسجام والعفاف والكفاف . وتقدير كل واحد منهما لظروف صاحبه المادية والشخصية والاجتماعية والنفسية ، وعدم التعلق فيما تراه العين ، لا ما يراه العقل والتعقل ـــ وأن يكون ذلك سلوكاً ومنهجاً وتطبيقاً ـــ عن طريق ..
أ / حسن الأخلاق ولطافة الكلام ، وإحسان الظن والثقة . ب / الابتعاد عن اللوم والعتب وكثرة الإلحاح في الرغبة فيما عند الآخرين . ج / الصراحة والوضوح والشفافية في حسن العشرة والمعاشرة . د / ألاّ يكن هم الإنسان الأول أن يأكل ويشرب ويترفه من أجل أن يرضي عيون الناس أو توسيع دائرة نفعل من أجل أن يرانا الناس وتوثيق الحدث بالصور والنشر . هـ / التركيز في خصوصية البيت على عوامل الجذب والارتياح كجمال الملاطفة وحسن الأسلوب في التعامل والتخاطب والنقاش والاهتمام بالمظهر اللائق والملبس والمأكل . و / تطوير نمط الشخصية من التدقيق في كل شيء إلى المرونة والقناعة في كل شيء ، وتقدير كل من الزوجين لظروف وقدرات صاحبه ، ودون الإلحاح بما هو مفقود . ز / الافتخار بمواقف الطرف الآخر الإيجابية ، والابتعاد عن سوء الظن أو الحكم على بعض التصرفات من خلال التفسيرات الخاطئة أو القناعات السلبية الجائرة . ح / الحرص على ما يشوق الزوج من الزوجة فتعمله ، ويشوق الزوجة من الزوج فيعمله ، وكل أدرى بصاحبه ، والابتعاد عن كل ما يكدر الخاطر فيبتعد عنه ويتجنب . ط / القناعة بما يملكه الزوجان من واقع العيش والحياة ، لا ما تبصره العين ويهواه الفؤاد بمجرد رؤية ما يفعله ويدّعيه الآخرين هنا يعيش الزوجان في وفاق وتوافق واتفاق ، وفي هدوء وتآلف وتواد ، وفي صفاء ونقاء ورخاء ، وفي تناسق وتطابق وتناغم وانتماء .. والله ولي التوفيق ..
بقلم : أ : خالد بن عبدالرحمن المحيميد مدير مركز الإرشاد الأسري بجمعية التنمية الأسرية بالأفلاج